تكون (يكونان خ ل) مع الجمال الأعرابي فإذا أفاض بهم من عرفات مر بهم كما هم إلى منى لم ينزل بهم جمعا قال: أليس قد صلوا بها؟ فقد أجزأهم قلت فإن لم يصلوا بها قال فذكروا الله فيها: فإن كانوا قد ذكروا الله فيها فقد أجزأهم (1) ولكن هذه الرواية الأخيرة قد دلت على الاجتزاء بمسمى الكون فيه تقربا إلى الله وإن لم يلتفت بأن هذا الكون من واجبات الحج فحينئذ نخرج من مفروض المسألة فإن المفروض أنه قد أتى بالعرفات وفاته المشعر إلا أنه بناء على مفروض الرواية قد أدرك الموقفين بهذا النحو أي بادراك مسمى الكون بالمشعر.
وكيف كان فتعارض هذه الروايات - على ما قيل - عموم صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أدرك جمعا فقد أدرك الحج (2).
فدلت الرواية بمفهومها على أن لم يدرك المشعر لم يدرك الحج.
وصحيحة عبيد الله وعمران ابني على الحلبيين عنه عليه السلام قال: إذا فاتك المزدلفة فقد فاتك الحج (3).