حمل إلى بيتها فإنها تتزوج، وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى أنه قاعد على سرير فان السرير يجرى مجرى الفراش ونكاح المرأة وتسرى الأمة وقيل إن القعود على السرير رياسة على قوم منافقين. وأما الكراسي فتؤول على أوجه وللمعبرين في ذلك اختلاف أما كرسي العرش فقد تقدم الكلام عليه في الباب الأول بالعلم وكذلك نبذة من الكلام على الكرسي الذي يصنعه النجار، والآن نذكر هنا نبذة منه لئلا يكون خاليا عن المعنى فمنهم من قال إنه يؤول بالعلم ومنهم من قال يؤول برجل زاهد تقى إذا كان حسن المنظر منسوبا إلى الجوامع والمدارس ونحوهما وإذا كان منسوبا للملك فإنه يؤول بملك عادل ورؤيته من صندل أقوى وأبلغ والكرسي الذي لا ينسب لأرباب الصنائع فإنه يؤول بالمرأة فمهما رأى في ذلك من زين أو شين كان تأويله فيها، ومن رأى أنه ابتاع كرسيا فإنه يبتاع جارية وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى أنه جالس على كرسي فإنه يؤول بأنه إن كان ضاع له شئ فإنه يجده لقوله تعالى - وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب -.
وأما المنابر فإنها تؤول بالسلطان والملك والوصي والامام والعالم فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فإنه يؤول فيهم والصعود عليها لمن يليق بالولاية فإنه ينالها ولمن لا يليق بها ليس بمحمود، ومن رأى أنه يتكلم على منبر بما لا يليق فإنه يشتهر بمصيبة ومعصية وإن تكلم بما يليق فإنه خير وبركة وبقية الكلام تقدم في تعبيره في الباب التاسع،