الحلواء اليابسة من حيث الجملة مال قد حازه من تصرف الملك لغيره وإذا كانت صفراء يكون فيها بعض غم وأما الخبيص وما أشبهه فإنه رزق حلال وربما كان تقبيل امرأة واليابس منه مال فيه مشقة والرطب منه مختلف فيه وقد كرهه البعض لما فيه من الصفرة وقيل إنه يدل على المرض وقيل هو مال كثير ودين خالص واللقمة منه قبلة من ولد أو حبيب وقيل الخبيصة كلام لطيف حسن في أمر المعاش وكذلك الفالوذج والكثير منه يدل على رزق كثير في قوة وسلطنة ما لم تمسها النار فان مس النار إياها يدل على تحريم أو كلام أو سلطنة وأما ما يوضع فيه الحلواء فيدل على جوار حسان مليحات وقيل إن جميع ما يعمل من الحلواء على أي وجه كان من أي صنف كان سواء كان من سكر أو عسل أو دبس أو رب خرنوب فإنها محمودة ورزق وخير ومنفعة خصوصا لمن أكله وأما الدبس فإنه مال ومنفعة. وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل دبسا أبيض نظيفا فإنه يحصل له ولد نجيب وأما رب الخرنوب فإنه مال وخير ولكن دونه وربما كان فيه بركة لما هو منسوب إلى جبال الخليل عليه السلام، وقيل إن شخصا رأى أن معه حمل جمل حلواء سمسمية من رب الخرنوب وهو متوجه بها نحو الحجاز فباعها واشترى تمرا فتبدد منه فكان عن قريب قد حج وصحبته نوع من المتجر فباعه بمكة وعاد بثمنه مبلغا وأشير عليه بابتياعه متجرا ليحصل فيه ربح فراود نفسه
(٦)