ذوات العدد، وينهى أصحابه عن الوصال، ويقول: " لست كهيئتكم، إني أظل يطعمني ربى ويسقيني ". ومعلوم أن هذا الطعام والشراب ليس هو الطعام الذي يأكله الانسان بفهمه. وإلا: لم يكن مواصلا، ولم يتحقق الفرق، بل لم يكن صائما. فإنه قال:
" أظل يطعمني ربى ويسقيني ". وأيضا: فإنه فرق بينه وبينهم في نفس الوصال، وأنه يقدر منه على مالا يقدرون عليه. فلو كان يأكل ويشرب بفهمه، لم يقل: " لست كهيئتكم ". وإنما فهم هذا من الحديث، من قل نصيبه من غذاء الأرواح والقلوب، وتأثيره في القوة وإنعاشها واغتذائها به، فوق تأثير الغذاء الجسماني. والله الموفق.
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج العذرة وفى العلاج بالسعوط ثبت في الصحيحين أنه قال: " خير ما تداويتم به الحجامة، والقسط البحري (1).
ولا تعذبوا صبياتكم بالغمز من العذرة " (2).
وفى السنن والمسند عنه - من حديث جابر بن عبد الله - قال: " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، على عائشة: وعندها صبي تسيل منخراه دما، فقال: ما هذا؟ فقالوا: به العذرة، أو وجع في رأسه. فقال: ويلكن، لا تقتلن أولادكن، أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه: فلتأخذ قسطا هنديا، فلتحكه بماء ثم تسعطه إياه. فأمرت عائشة رضي الله عنها ، فصنع ذلك بالصبى فبرأ " (3).
قال أبو عبيد: " عن أبي عبيدة، العذرة: تهيج في الحلق من الدم، فإذا عولج .