وذكر البغوي في تفسيره - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، مرفوعا (1) -:
" إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: الحديد، والنار، والماء والملح ".
والموقوف أشبه.
الملح يصلح أجسام الناس وأطعمتهم، ويصلح كل شئ يخالطه حتى الذهب والفضة.
وذلك: أن فيه قوة تزيد الذهب صفرة، والفضة بياضا. وفيه جلاء وتحليل، وإذهاب للرطوبات الغليظة وتنشيف لها، وتقوية للأبدان ومنع من عفونتها وفسادها، ونفع من الجرب المتقرح.
وإذا اكتحل به: قلع اللحم الزائد من العين، ومحق الصفرة. والاندراني أبلغ في ذلك، ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار، ويحدر البراز. وإذا دلك به بطون أصحاب الاستسقاء: نفعهم. وينقى الأسنان، ويدفع عنها العفونة، ويشد اللثة ويقويها. ومنافعه كثيرة (جدا) (2).
حرف النون 1 - (نخل). مذكور في القرآن في غير موضع. وفى الصحيحين، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال: " بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (جلوس): إذ أتى بجمار نخلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من الشجر (3) شجرة مثلها مثل الرجل المسلم: لا يسقط ورقها، أخبروني: ما هي؟
فوقع الناس في شجر البوادي. فوقع في نفسي: أنها النخلة، فأردت أن أقول: هي النخلة، ثم نظرت فإذا أنا أصغر القوم سنا: فسكت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة. فذكرت ذلك لعمر، فقال: لان تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا ".