" الماء الذي يسخن سريعا ويبرد سريعا، أخف المياه ".
(الثاني): بالميزان (1). (الثالث): أن تبل قطنتان متساويتا الوزن بماءين مختلفين، ثم يجففا بالغا، ثم توزنا. فأيهما كانت أخف، فماؤها كذلك.
والماء - وإن كان في الأصل باردا رطبا - فإن قوته تنتقل وتتغير لأسباب عارضة توجب انفعالها. فإن الماء المكشوف للشمال، المستور عن الجهات الأخر -: يكون باردا، وفيه يبس مكتسب من ريح الشمال. وكذلك الحكم على سائر الجهات الأخر. والماء الذي ينبع من المعادن: يكون على طبيعة ذلك المعدن، ويؤثر في البدن تأثيره.
والماء العذب نافع للمرضى والأصحاء، والبارد منه أنفع وألذ. ولا ينبغي شربه على الريق، ولا عقيب الجماع ولا الانتباه من النوم، ولا عقيب الحمام، ولا عقيب أكل الفاكهة.
وقد تقدم (2). وأما على الطعام، فلا بأس (به) (3) إذا اضطر إليه، بل يتعين. ولا يكثر منه، بل يتمصصه مصا. فإنه لا يضره البتة، بل يقوى المعدة، وينهض الشهوة، ويزيل العطش.
والماء الفاتر ينفخ ويفعل ضد ما ذكرناه. وبائته أجود من طريه (4). وقد تقدم.
والبارد ينفع من داخل، أكثر من نفعه من خارج. والحار بالعكس. وينفع البارد من عفونة الدم، وصعود الأبخرة إلى الرأس. ويدفع العفونات، ويوافق الأمزجة والأسنان، والأزمان والأماكن الحارة. ويضر على كل حالة تحتاج إلى نضج وتحليل: كالزكام والأورام.
والشديد البرودة منه يؤذى الأسنان. والادمان عليه يحدث انفجار الدم والنزلات، وأوجاع الصدر.
والبارد والحار بإفراط ضاران (5) للعصب ولاكثر الأعضاء: لان أحدهما محلل، والآخر مكثف (6). والماء الحار يسكن لذع الاخلاط الحارة، ويحلل وينضج، ويخرج الفضول،