الطب النبوي - ابن القيم الجوزي - الصفحة ٢٥٤
والشربة منه: ما بين أربع دوانق إلى دانقين، على حسب القوة. قال (1) حنين:
" أما لبن الشبرم، فلا خير فيه. ولا أرى شربه البتة: فقد قتل به أطباء الطرقات كثيرا من الناس ". 3 - (شعير). روى ابن ماجة - من حديث عائشة - قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أخذ أحدا (2) من أهله الوعك: أمر بالحساء من الشعير فصنع، ثم أمرهم فحسوا منه، ثم يقول: إنه ليرتو (3) فؤاد الحزين، ويسرو (عن) فؤاد السقيم: كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها ". ومعنى " يرتوه ": يشده ويقويه. و " يسرو ":
يكشف ويزيل.
وقد تقدم (4) أن هذا هو: ماء الشعير المغلى. وهو أكثر غذاء من سويقه. وهو نافع للسعال وخشونة الحلق، صالح لقمع حدة الفضول، مدر للبول، جلاء لما في المعدة، قاطع للعطش، مطفئ (5) للحرارة. وفيه قوة يجلو بها ويلطف ويحلل.
وصفته: أن يؤخذ من الشعير الجيد المرضوض مقدار، ومن الماء الصافي العذب خمسة أمثاله، ويلقى في قدر نظيف، ويطبخ بنار معتدلة إلى أن يبقى منه خمساه، ويصفى ويستعمل منه مقدار الحاجة محلا.
4 - (شوى). قال الله تعالى في ضيافة خليله إبراهيم - عليه السلام - لأضيافه:
(فما لبث أن جاء بعجل حنيذ). و (الحنيذ): المشوى على الرضف، وهى:
الحجارة المحماة.
وفى الترمذي - عن أم سلمة رضي الله عنها -: " أنها قربت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبا

(١) كذا بالزاد. وفى الأصل: وقال. ولعله تحريف. فتأمل.
(٢) كذا بالزاد. وفى الأصل: أحد. وهو تحريف. ولفظ سنن ابن ماجة ٢ / ١٧٨: أهله.
(٣) ورد بالأصل والزاد - في الموضعين - بالقاف. وهو خطأ وتصحيف. انظر: السنن، والنهاية ٢ / ٦٤ - ٦٥. والزيادة الآتية عنهما.
(٤) ص ٩٦. (5) بالأصل والزاد: مطف.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست