وقد اختلف الناس في تفضيلها على الحبلة أو بالعكس، على قولين. وقد قرن الله بينهما في كتابه، في غير موضع. وما أقرب أحدهما من صاحبه! وإن كان كل واحد منهما - في محل سلطانه ومنبته، والأرض التي توافقه - أفضل وأنفع.
2 - (نرجس). فيه حديث (1) لا يصح: " عليكم شم (؟) النرجس. فإن في القلب حبة الجنون والجذام والبرص، لا يقطعها إلا شم النرجس ".
وهو حار يابس في الثانية. وأصله يدمل القروح الغائرة إلى العصب. وله قوة غسالة جالبة (2) جابذة. وإذا طبخ وشرب ماؤه، أو أكل مسلوقا: - هيج القئ، وجذب الرطوبة من قعر المعدة، وإذا طبخ مع الكرسنة والعسل: نقى أوساخ القروح، وفجر الدبيلات العسرة النضج.
وزهره معتدل الحرارة لطيف: ينفع الزكام البارد. وفيه تحليل قوى، ويفتح سدد الدماغ والمنخرين، وينفع من الصداع الرطب والسوداوي، ويصدع الرؤوس الحارة.
والمحرق منه إذا شق بصله صليبا وغرس: صار مضاعفا. ومن أدمن (3) شمه في الشتاء:
أمن من البرسام في الصيف. وينفع من أوجاع الرأس الكائنة من البلغم والمرة السوداء.
وفيه من العطرية (4): ما يقوى القلب والدماغ، وينفع من كثير من أمراضها. وقال صاحب التيسير (5): " شمه يذهب بصرع الصبيان ".
3 - (نورة). روى ابن ماجة - من حديث أم سلمة رضي الله عنها: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا طلى: بدأ بعورته فطلاها بالنورة، وسائر جسده ". وقد ورد فيها عدة أحاديث هذا أمثلها.