فألفي بها نورا يضئ حشاشتي * وأخرى لهيبا للصبابة من صب مسارح قد ألفيتها تحمل الرجا * وآمال تعطي الروح فيضا لدى النصب مضت ما أحيلاها عهود ملذة * لها نشوة لله كم أسكنت رعبي بها للشباب الغض سلوى وبهجة * وفيها شفا للشيب في رهق الشيب وشتان في الأهواء ذات فضيلة * وأخرى تمادت بالرذيلة والعيب وشتان أعمى انقاد للجهل والهوى * وذو حكمة مهواه للحق والرب نفوس تهاوت للغواية والخنى * وأخرى تسامت بالكرامة للشهب أبان لهم نهج الحقيقة مذهبا * فكانوا مدار العدل بالجد والكسب وأخرى غواة قد تمادت بغيها * ترى الحق في مكر وجور وفي سلب لها كل نهج المنكرات فضيلة * وتنكر ما يجنيه مقترف الذنب غرائز عدت كي تحقق صالحا * وبالنقص والإفراط زلت عن الدرب غرائز حد الاعتدال سموها * وحط بما زلته بعدا عن الجنب فإسرافنا أكلا وشربا ونهمة * وأمرا ونهيا واعتداد هوى يكبي فخذ خيرها من بين شرين واعتدل * فنقصك والتفريط شران في الحلب فجدت سراة القوم تبني تراثها * وأمجادها مكرا على النهب والسلب وحادت عن المعروف والخير وانبرت * إلى أحد الشرين في الأخذ والذب نفاقا تقول السلم والعدل والرضا * وتسعى فسادا بالأسنة والقضب وتوصم بالإرهاب كل مدافع * ومن جد للإصلاح بالذئب والكلب ترى ما ترى من خلقة وبدائع * سرابا ويمضي الغي والرشد كاللعب فمن ذا لعمري دافع الحيف والجفا * سوى المبدع القيوم ذو الطول والغلب حبانا هدانا بعد عقل لرشده * وأنذرنا في الغيب سطو يد الغيب * * *
(٢٣٥)