أقدم أبياتي الشعرية مصحوبة بالآية القرآنية أدناه دليلا على وجوب هجرتي من بلادي العزيزة ومقر ولادتي أنا وآبائي وأجدادي التي نعتها بالأبيات السابقة ومالي بها من علاقة روحية وبدنية ولكن المؤسف أني أضطر لهجرتها بما أوجعتنا السياسة بها واضطرتنا لتركها مع مزيد الأسف وبهذه الهجرة أمر الله عباده كما يلي في الآية الكريمة: - * (ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض * قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها أولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) * (1).
والقصيدة أدناه وما ألحقت السياسة بأبناء الشعب المؤمنين المخلصين المتقين من العناء والبلاء حتى نجى المهاجرون وابتلى الباقون بالبأساء والضراء وأهوال العداء وأدناه الأبيات الدالة على الحقيقة:
أحب بلادا قد نشأت برحبها * وما نلت في آفاقها الطيب والنصرا وناصرني فيها بنوها بفيضهم * وما نلت في آفاقها الذل والقهرا وما عمها ذل السيادة غادر * أريد به ذل الأماجد والضرا بلاد تبنتها السياسة بؤرة * المفاسد كي تحظى بما قد حوت خيرا فجاءت برذل ما أتى الدهر مثله * فبدل كل الخير في رحبها شرا فلم تر ذو فضل من العلم والتقى * ولا من عزيز لم ينل نكبة كبرى فبئس بلاد أن تعيش برحبها * وويل لما ضمت مخاز أتت تترى فيا لك من رحب يضيق بوسعه * بأيد سياسات أتتها بها غدرا وهل من دواء ناجع كي نرد به * سوى هجرة تحظى بها النصر والفخرا ومن شاء يلقى الذل قعر جهنم * ثوى راضيا بالذل والنكبة الكبرى هذا ورغم ما شيده آباءنا وأجدادنا في مدينة الغري العزيزة من المدارس العلمية الجليلة ترى الأيدي المنافقة الشريرة أتت بهدمها وتخريبها بل وأضافت هدم قبور مؤسسها من أرفع العلماء شهرة بالتقى والفقه والله لهم بالمرصاد.