وتقف نهائيا. وقد تستمر الصفات الحادثة في الانتقال من جيل إلى جيل. هذه العملية تسمى بالطفرة، والتي لم يتوصل بعد إلى معرفة عللها الواقعية. وعليه فمن الخواص الأصلية للطفرة هي قابليتها للتوارث، ويستنتج من هذا أنه عند حصول نقصان في بعض الجينات أو الكروموسومات في الخلايا التناسلية ، وتحصل تغيرات مهمة في الأجيال اللاحقة من حيث بناء الجسم. ولقد بقي العلماء مقتصرين على ملاحظة الطفرة التلقائية (الذاتية) لمدة. ولكن مولر استطاع في سنة 1927 أن يحدث هذه الطفرة تجريبيا بواسطة توجيه بعض الأشعة على الخلايا التناسلية ثم جاء راديوم فاستطاع أن يجري تجارب دقيقة على تلك الخلايا بتأثير الأشعة السينية» (1) وكثيرا ما نشاهد طفلا أشهب العينين، أشقر الشعر، أبيض البشرة ذا هيكل غربي تماما في حين أن أبويه يملكان عيونا سودا، وشعرا أسود، وبشرة سمراء، وهيكلا شرقيا تماما. إن هذه التغيرات التي تخالف السير الطبيعي لقانون الوراثة يمكن أن تستند إلى التغيرات الأولية والفجائية للجينات. وهذا التغير يوجد في النبات والحيوان والانسان على السواء. وكثيرا ما يقع هذا التغير حيث يؤدي إلى اختلاف العناصر ومنشأ هذا كله راجع إلى الطفرة. ولكن العلوم البشرية لم تتوصل بعد إلى العلل الواقعية لأمثال هذه الطفرات الحاصلة، اللهم إلا مجرد بعض النظريات والاحتمالات الفارغة. «من المحتمل أن تكون الطفرات التلقائية التي تظهر من دون علة واضحة ناشئة من تأثير بعض الأشعة الطبيعية كاشعاعات الأرض المتصلة بالقوة الناقلة لأمواج الراديو في الترية، أو إشعاعات الهواء الناشئة من الشمس أو إشعاعات ما وراء السدم والمجرات...» (2)
(٦٣)