جمع لهم خصالا زائدة على خصال كثير من خلقه وليس يريد الثواب لدخول الكفار في الآية والكافر لا ثواب له يقينا، وقوله تعالى: [ونفضل بعضها على بعض في الأكل] (1) وقوله تعالى: [تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس] (2) يحتمل المعنيين وهو في لفظ التفضيل والايتاء أقرب إلى الثاني كما أن لفظ ورفع إلى درجات يختص بالأول وقوله تعالى: [ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا] (3) يحتمل الوجهين أيضا، إذا تبينت ذلك فاعلم أن أصحابنا الإمامية قد اتفقوا على أنه يشترط في الإمام أن يكون أفضل أهل زمانه من رعيته بالمعنيين جميعا وهذا القول هو المعتمد ولنا على صحته وجهان من الدليل أحدهما خاص والثاني عام.
فالأول: في المعنى الأول أن الإمام متحمل أعباء الخلافة وقائم بإرشاد الأمة ومقيم للوظائف الشرعية مجرد نفسه لسياسة الرعية وحماية حوزة الدين ولم شعث المسلمين مكاشف للأباعد والأقارب في إمضاء الأحكام وإقامة الحدود على جميع أهل الإسلام فكان تكليفه أشق من غيره فوجب أن يكون ثوابه أكثر لأن كثرة المشقة في التكليف توجب الأكثرية في الثواب، ولأن الإمام متبوع ومن سواه من الرعية تابع له ومقتد به والمتبوع يجب أن يكون أكثر ثوابا من التابع كما يرشد إليه حديث (من سن سنة كان له أجرها وأجر العامل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينتقص من أجورهم شئ) (4) ولذا