فأما عصمة الأنبياء فالخلاف بين الطرفين ليس بواسع لأن السنة يسلمون بها للأنبياء على خلاف بينهم في أنها مطلقة أم في حدود الرسالة فقط وليس في هذا الكتاب مجال مناقشة اختلافات أهل السنة في حدود عصمة الأنبياء. إنما الخلاف الأساسي في كون غير الأنبياء معصومين أم لا.
فأهل السنة لا يرون غير الأنبياء معصومين.
أما الشيعة فيؤمنون بعصمة اثني عشر إماما فقط من بين جميع البشر يتصل تاريخهم ووجودهم الزمني منذ وفاة النبي عليه وآله السلام حتى سنة 255 ه.
لكن عصمة غير الأنبياء عند الشيعة ليست كعصمة الأنبياء. إذ ليس ثمة وحي، ولا نبوة، إنما العصمة في هذه الحالة موهبة يمنحها الله، ولطف منه يجعله في فطرة بعض النفوس، والأرواح المختارة نظرا لاستعدادها الذاتي فتمتنع عن مقارفة الذنوب كبيرها وصغيرها.. لشدة تمسكها بالشرع، واتباعها الدقيق للأحكام.
هي إذن حالة ذهنية، ونفسية خاصة تنتج عن الالتزام الدقيق بالأوامر، والنواهي التزاما قائما على العلم اليقين.
هذا الالتزام يقع في أنفس وهبها الخالق استعدادا فطريا مطابقا، ومن ثم ينعدم احتمال صدور الخطأ عن هذه الأنفس.
هذا ما فهمته من مطالعة تعريفات مختلفة ذكرها علماؤهم (1).
* ثم قال الدكتور أحمد عز الدين:
نحن نعتقد أن الإسلام بأحكامه وعقائده، وأن كتاب الله يقين لا ريب فيه، وهذا ما أعلنه منزل الكتاب في بدايته: