المحكمة المختلطة بمصر وعرفته أن يدفع للشيخ سرحان بمقدار ما حققه من الكتاب.
ولما عدت إلى القاهرة راجعت الأخ الوفي الحاج سعد خضر وسألته:
هل دفعت للشيخ سرحان شيئا؟
قال: لا.
قلت: لماذا؟
قال: لأنه لم يحقق شيئا من الكتاب، وقد جاءني وطلب مني مبلغا ولم أكن لأدفع له شيئا، وبعد أيام راجعت الشيخ سرحان في داره وعاتبته على عدم إنجازه لتحقيق الكتاب فقدم أعذارا وقال:
إن الحاج سعد خضر لم يدفع لي أي مبلغ.
فأجبته: يدفع لك الحاج سعد لقاء أي عمل أنجزته.
هل حققت شيئا من الكتاب؟ فإني قد أوصيت الحاج سعد خضر أن يدفع لك بدل ما قمت به من التحقيق حسب اتفاقنا معك عن كل ملزمة، وحيث أنك لم تحقق شيئا توقف الحاج سعد عن دفع أي مبلغ لك فلو أنك كنت قد حققت ملزمة واحدة لاستلمت منه بدلها حسب اتفاقنا معك وبعد ذلك قمت مستأذنا وانصرفت.
وبعد أيام ذهبت إلى داره ثانيا مطالبا له بإعادة نسخة كتاب: " أنوار الربيع "، التي دفعتها له ليكون التحقيق عليها وقد سبق أني أودعت عنده " أكليشيهات " يتجاوز عددها المائة والخمسين " أكليشية " قد خطها لي الخطاط الشهير محمد حسني وعملتها لأبواب الكتاب وفصوله ظانا عند وصولي القاهرة أجد " أنوار الربيع قد أتم لي تحقيقه الشيخ سرحان كي أشرع بطبعه. وكنت قد جهزت هذه " الأكليشيهات " قبل أن أتفق مع أي أستاذ حول تحقيق الكتاب.