قال ابن كثير: (أولئك) يعني الأنبياء المذكورين مع من أضيف إليهم من الآباء والذرية والإخوان وهم الأشباه (1).
ومنه يتضح أن الآباء والذرية والإخوان إنما يقتدى بهم لإيمانهم، لا لكونهم خلفاء ولا أئمة، وعليه فلا دلالة للاقتداء في الحديث على الخلافة أو الإمامة.
هذا مع أن هذا الحديث لم يسلم سنده من كلام، فإن الترمذي أخرجه في سننه بطريقين، أحدهما سكت عنه فلم يصححه، والآخر وإن حسنه، إلا أنه قال: وكان سفيان بن عيينة يدلس في هذا الحديث (2)، فربما ذكره عن زائدة عن عبد الملك بن عمير، وربما لم يذكر فيه زائدة.
وذكر له طريقا آخر من جملة رواته سفيان الثوري، وهو أيضا مدلس (3).
وأما الحاكم فإنه صحح رواية حذيفة بشاهد صحيح لها عنده، وهو رواية ابن مسعود، إلا أن الذهبي في التلخيص ضعف هذا الشاهد، فقال: سنده واه.
وعلى كل حال، فأكثر أسانيد هذا الحديث مروية عن السفيانيين، وهما مدلسان كما مر آنفا، فكيف يقبل خبرهما في مسألة الخلافة التي هي أهم المسائل.