إنسانا في جميع الأعصار المحمودة الثلاثة، نعوذ بالله من هذه المنزلة (1).
إلى غير ذلك مما يطول ذكره، وفيما ذكرناه كفاية.
نهي الأئمة الأربعة عن تقليدهم:
إن أئمة المذاهب الأربعة نهوا الناس عن تقليدهم واتباعهم، وقد نقل ذلك عنهم، وهو محفوظ من أقوالهم وكلماتهم:
قال ابن القيم في أعلام الموقعين: وقد نهى الأئمة الأربعة عن تقليدهم، وذموا من أخذ أقوالهم بغير حجة (2).
وقال ابن حزم: وقد ذكرنا أن مالكا وأبا حنيفة والشافعي لم يقلدوا، ولا أجازوا لأحد أن يقلدهم ، ولا أن يقلد غيرهم (3).
وقال أبو حنيفة: لا يحل لأحد أن يقول بقولنا حتى يعلم من أين قلناه (4).
وقال: لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت (5).
وروى ابن حزم بسنده عن المازني، عن الشافعي أنه نهى الناس عن تقليده وتقليد غيره (6).
ونقل السيوطي عن الإمام أبي شامة أنه قال: نهى إمامنا الشافعي عن تقليده وتقليد غيره (7).
وذكر المزني صاحب الشافعي ذلك في مقدمة مختصره (8).