مسائل خلافية حار فيها أهل السنة - الشيخ علي آل محسن - الصفحة ١٣٣
التنصيص على أسميهما (1).
2 - ما رووه في فضل مالك:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة (2).
قالوا: المراد به مالك بن أنس.
وهذا الحديث وإن حسنه الترمذي، إلا أنه لا دلالة فيه على أن عالم المدينة هو مالك بن أنس، لأن المدينة ضمت رجالا أفذاذا قبل أحمد وفي زمانه وبعده، وحسبك أن منهم: علي بن الحسين زين العابدين، وابنه الإمام محمد ابن علي الباقر، وابنه الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام، وغيرهم من العلماء البارزين، ومالك لم يسبق هؤلاء ولا غيرهم في نسب ولا فضل ولا علم ولا غير ذلك، بل نص بعضهم على أن غيره أفضل منه (3)، فكيف يتعين أن يكون هو عالم المدينة.

(١) الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، ص ٤٥٥.
(٢) سنن الترمذي ٥ / ٤٧ ح ٢٦٨٠. مسند أحمد ١٥ / ١٣٥ ح ٧٩٦٧. (٣) ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٦ عن الشافعي أنه قال: الليث أفقه من مالك، ولكن الخطوة لمالك رحمه الله. وعن الشافعي: الليث أتبع للأثر من مالك. وفي تاريخ بغداد ٢ / 298 عن أحمد بن حنبل قال: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا، أفضل من مالك بن أنس. وفي 2 / 175 عن يحيى بن صالح قال: محمد بن الحسن فيما يأخذه لنفسه أفقه من مالك. وفي 9 / 164 عن علي بن المديني قال: سألت يحيى بن سعيد قلت له: أيما أحب إليك، رأي مالك أو رأي سفيان؟ قال: سفيان لا يشك في هذا...
سفيان فوق مالك في كل شئ، يعني في الحديث وفي الفقه وفي الزهد. وفي 2 / 302 أن شاميا سأل الإمام أحمد: من أعلم، مالك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك، وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست