لماذا هذه المذاهب الأربعة؟
تمهيد:
لقد اختلف أهل السنة إلى مذاهب كثيرة في الفروع والأصول، كمذهب سفيان بن عيينة بمكة، ومذهب مالك بن أنس بالمدينة، ومذهب أبي حنيفة وسفيان الثوري بالكوفة، ومذهب الأوزاعي بالشام، ومذهب الشافعي والليث بن سعد بمصر، ومذهب إسحاق بن راهويه بنيسابور، ومذهب أحمد بن حنبل وأبي ثور ببغداد... وغيرها.
إلا أن أكثر تلك المذاهب انقرض بين الناس، وظلت آراء أصحابها مدونة في بطون الكتب عند أهل السنة، وبقيت من تلك المذاهب: الأربعة المعروفة، وهي مذهب أبي حنيفة النعمان، ومذهب مالك بن أنس، ومذهب محمد بن إدريس الشافعي، ومذهب أحمد بن حنبل.
وهذه المذاهب صارت هي المذاهب التي عليها أهل السنة في كافة الأمصار منذ أن حصر التقليد فيها إلى عصرنا الحاضر.
وهنا نسأل: هل يجوز التعبد بهذه المذاهب الأربعة، وهل تبرأ الذمة باتباع واحد منها أم لا؟
هذا ما سنكشف عنه النقاب في البحوث الآتية إن شاء الله تعالى: