لماذا لم يتمسك أهل السنة بأهل البيت عليهم السلام؟
تمهيد:
إن الأحاديث الصحيحة الدالة على لزوم التمسك بأهل البيت عليهم السلام كثيرة مستفيضة، وقد رويت بطرق صحيحة في كتب الحديث عند أهل السنة، وصححها كثير من حفاظ الحديث في كتبهم.
بل إن تلكم الأحاديث تدل بما لا يقبل الشك على أن النجاة من الوقوع في الضلال لا تتحقق إلا باتباع أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام دون سواهم.
ومع ذلك فإن أهل السنة تركوا التمسك بأهل البيت عليهم السلام واتبعوا غيرهم، ومالوا إلى سواهم، فتركوا اتباع من أمروا باتباعهم بمقتضى الروايات الصحيحة عندهم، واتبعوا من لا دليل عندهم على صحة اتباعه.
هذا ما سنكشف النقاب عنه في البحوث الآتية:
حديث الثقلين:
إن الأحاديث الدالة على لزوم اتباع أهل البيت عليهم السلام كثيرة، ومن أتمها دلالة وأصحها سندا هو حديث الثقلين، المروي عن جمع من الصحابة، كجابر بن عبد الله، وزيد بن أرقم، وأبي سعيد الخدري، وزيد بن ثابت، وغيرهم. وصححه جمع من حفاظ الحديث من أهل السنة كما سيأتي بيانه مفصلا إن شاء الله تعالى.