الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد:
فهذه مسائل متفرقة، اختلف فيها الشيعة وأهل السنة، واشتدت الحاجة إلى معرفة الرأي الحق فيها، لما يترتب على ذلك من معرفة المذهب الصحيح وتمييزه عن غيره. وهذه المسائل قد رويت فيها أحاديث صحيحة عند أهل السنة، وكان من اللازم أن تحسم تلكم الأحاديث هذا النزاع القديم المستحكم بين هاتين الطائفتين، إلا أن أهل السنة - هداهم الله - تحيروا في بعضها حيرة شديدة، فاضطربت أقوالهم، وتشتت آراؤهم، ولم يهتدوا فيها إلى الصواب، لأنهم حاولوا أن يصرفوا تلك الأحاديث عن معانيها إلى ما يوافق معتقداتهم ويلتئم مع مذهبهم، فوجهوا بعض هذه الأحاديث إلى غير جهتها بما لا يرتضيه المنصفون، ولا يقبله المحقون، وأهملوا بعضها الآخر ، فتركوا البحث فيها مع عظم أهميتها وشدة الحاجة إلى معرفة الوجه فيها.
وحيث إن المسائل الخلافية بين الشيعة وأهل السنة في أصول الدين وفروعه كثيرة جدا، واستقصاء ذلك يستدعي الإطالة، ويسبب ضياع ما تمس الحاجة إلى بيانه أكثر من غيره، فلذا آثرنا أن نقتصر على سبع مسائل مهمة، هي من جملة المهم من مسائل أصول الدين التي لها شأنها في اختيار المذهب