الولاية التكوينية لآل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٣
تمهيد في التواتر تمهيد:
في التواتر والأقوال فيه حاولنا في هذه الدراسة الاعتماد على أكثر عدد ممكن من الاخبار لعلنا نصل إلى ما يفيد اليقين في صدق هذه المضامين الشريفة.
وهذه الأخبار قد يكون بعضها أخبار أحاد ولكن بمجموعها أو بمجموع كل طائفة منها يقطع الانسان بصدورها ولو بانضمام القرائن.
ولذا سوف نثبت ذلك بالتواتر - بأحد أقسامه (1) - على ما يقتضيه المقام، فكان لا بد من تمهيد القول في تحديد الحديث المقبول والتواتر والأقوال فيه.
التواتر لغة التتابع، وأصله من الوتر، يقال: واترت الكتب فتواترت، اي جاءت في اثر بعض وترا وترا من غير أن ينقطع (2).
وبتعبير آخر: التواتر تتابع الشئ وترا وفرادى (3).
* والصحيح في ثبوت التواتر هو القطع بصدور القضية ولو بانضمام القرائن (4).
لان المهم حصول العلم بتراكم الظنون، فمتى كان صحت القضية وثبت التواتر، وان كان بانضمام القرائن.
قال الكتاني: المتبادر من كلامهم وصرح به غير واحد، اشتراط افادته له بنفسه أو بقرائن لازمة له.
وقال بعد ذكر شروطه: والصفات العلية في الرواة تقدم مقام العدد أو تزيد عليه كما قرره ابن حجر في نكت علوم الحديث وشرح النخبة (5).

١ - الثلاثة، اللفظي: وهو اتحاد ألفاظ الرواية بلا اختلاف بين نقل الرواة لها، والمعنوي: وهو اتحاد المضمون والمدلول دون الألفاظ، والاجمالي: وهو العلم بصدق بعض تلك الأخبار المتكثرة وعدم كذبها جميعا فيؤخذ بالقدر الجامع بينها، ولا اتحاد فيه للفظ والمعنى.
٢ - حاشية الكستلي على شرح العقائد النسفية: ٣٣.
٣ - مفردات الراغب: ٥٤٨ لفظة وتر.
٤ - نهج الحق وكشف الصدق: ١ / ٣٩٧ عن جامع الجوامع: ٢ / ١٣٠.
٥ - نظم المتناثر من الحديث المتواتر: ١٣ - 14 - 18.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست