روايات عالم الأنوار تحدثنا الأخبار المستفيضة ان أهل بيت محمد صلوات الله عليهم كانوا أنوارا حول عرش الله قبل أن يخلق الخلق جميعا حتى الملائكة، واليك بعضها:
سئل الإمام الصادق (عليه السلام) ما كنتم قبل أن يخلق الله السماوات والأرض؟
قال (عليه السلام): " كنا أنوارا حول عرش الله نسبح الله ونقدسه حتى خلق الله الملائكة فقال لهم: سبحوا، فقالوا: يا ربنا لا علم لنا. فقال لنا: سبحوا، فسبحنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا، إلا أن خلقنا من نور الله " (1).
وفي الزيارة الجامعة المشهورة: " خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم، فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه... ".
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) صلوات الله عليه: " لما أراد الله أن ينشئ المخلوقات ويبدع الموجودات أقام الخلائق في صورة قبل دحو الأرض ورفع السماوات، ثم أفاض نورا من نور عزه فلمع قبسا من ضيائه وسطع، ثم اجتمع في تلك الصورة وفيها هيئة نبينا (صلى الله عليه وآله) فقال له تعالى: أنت المختار وعندك مستودع الأنوار، وأنت المصطفى المنتخب الرضاء المنتجب المرتضى، من أجلك أضع البطحاء، وأرفع السماء، وأجري الماء، وأجعل الثواب والعقاب، والجنة والنار، وأنصب أهل بيتك علما للهداية، وأودع أسرارهم من سري بحيث لا يشكل عليهم دقيق، ولا يغيب عنهم خفي، وأجعلهم حجتي على بريتي، والمنبهين على قدري، والمطلعين على أسرار خزائني (وأسكن قلوبهم أنوار عزتي، وأطلعهم على معادن جواهر خزائني).
ثم أخذ الحق سبحانه عليهم الشهادة بالربوبية، والاقرار بالوحدانية، وأن الإمامة فيهم، والنور معهم. (إلى أن قال بعد ذكر بقية الخلق):
ثم بين لآدم حقيقة ذلك النور، ومكنون ذلك السر، فلما حانت أيامه أودعه شيئا، ولم يزل ينقل من الأصلاب الفاخرة إلى الأرحام الطاهرة، إلى أن وصل إلى عبد