كان رسول الله وأهل بيته صلوات المصلين عليهم ليخرجوا نور الله من الخفاء إلى العلن، وليبرزوا معارف الله ووحدانيته وحقيقته وكنه غيبه ابرازا صحيحا يوصل إلى طريق الحق تعالى.
كان علي وأبناؤه ليشرحوا للبشرية جمعاء سبل الهداية الربانية، ويعلموا الانسان المادي بجنبتهم المادية التي منحها الله لهم، يعلموه العبودية الحقيقية والتي لابد ان تفنى في الألوهية النورانية، التي فهموها وعاشوها بجنبتهم النورانية.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): " علم الله عجز خلقه عن طاعته فعرفهم ذلك لكي يعلموا انهم لا ينالون الصفو من خدمته، فأقام بينه وبينهم مخلوقا من جنسهم في الصورة ألبسه من نعته الرأفة والرحمة وأخرجه إلى الخلق سفيرا صادقا، وجعل طاعته طاعته وموافقته موافقته، فقال تعالى: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) * (1).
وقال الحكيم السبزواري: فلا بد للحادثين السائرين إلى الله الطالبين له من جالس بين الحدين ذي حظ من الجانبين، ومسافر من الخلق إلى الخلق إلى الحق، ثم في الحق، اي التخلق بأخلاق الله خلقا بعد خلق، ثم من الحق إلى الخلق ليقودهم اليه ويدلهم عليه، فليكن بباطنه عقل الكل ليتأزر بإزار الجبروت، ويتردى برداء اللاهوت، ويستمد من القوة الربانية ويعطي الحوادث الكيانية.
وبظاهره إنسانا طبيعيا لحميا * (ان نحن إلا بشر مثلكم - ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا) * (2).
فأنزلهم الله من عالم الأنوار إلى عالم المادة، من أجل هذه المهمة الصعبة.
وصحيح انه خلاف طبع الأولياء (النزول) إلا أنه كان لابد منه لانحصار الهداية بهم والوساطة عليهم " بلية الناس عظيمة ان دعوناهم لم يجيبونا وان تركناهم لم يهتدوا بغيرنا " (3).
وقال أمير المؤمنين وسيد الموحدين (عليه السلام) في وصف الإمام:... " فهو شرف