الجميع أنه النسب الوحيد الذي لا ينقطع يوم القيامة. وتقدمت روايته عن عمر أن النبي: قال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟! كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي، فإنها موصولة في الدنيا والآخرة!
وثالثا، لم يكن النبي يملك دنيا عند نزول أمره تعالى: وأنذر عشيرتك الأقربين، حتى يعد أقاربه بها، بل لا معنى لوعده إياهم في ذلك الوقت حتى بالشفاعة في الآخرة، لأنه في مرحلة عرض الإسلام عليهم.. وهذا مما يضعف الرواية بأن هذا الوعد النبوي صدر عند نزول الآية.
ورابعا، أنهم رووا هذا الحديث بشأن أبي طالب بعد وفاته كما تقدم في كنز العمال عن ابن عساكر وغيره، فهل وعده النبي بأن يعطيه مالا بعد وفاته! أم وعد بأن يعطي ذريته ثروة فلم يعطهم وتركهم فقراء!
وخامسا، رووا في نفس هذا الوعد أن النبي (صلى الله عليه وآله) خاطب كل قريش ووعدهم ببلال الرحم، فإن قالوا إنه وعد بإعطائهم مالا في الدنيا دون الآخرة، لزم أن لا تشمل شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله) أحدا من قريش أبدا!، فهل يلتزمون بذلك!
- قال النووي في المجموع ج 15 ص 356:
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة واللفظ لمسلم (لما نزلت هذه الآية: وأنذر عشيرتك الأقربين، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا، فعم وخص فقال: يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئا، غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها) وفي هذا دليل على أن كل من ناداهم النبي صلى الله عليه وسلم يطلق عليهم لفظ الأقربين، لأنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ممتثلا لقوله تعالى: وأنذر