الأرض بقدر عظم الذراع، وعليه فرش بقدر ذلك أو قال أكثر، وفي يده مرآة ينظر إلى وجهه، قال: فسمعته يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
ونظر إلى أخي رافع فقال: أما والله يا ابن اللخناء إني لأرجو أن لا يفوتني خامل، يريد رافعا، كما لم تفتني! فقال له: يا أمير المؤمنين قد كنت لك حربا وقد أظفرك الله بي، فافعل ما يحب الله أكن لك سلما، ولعل الله أن يلين لك قلب رافع إذا علم أنك قد مننت علي، فغضب وقال: والله لو لم يبق من أجلي إلا أن أحرك شفتي بكلمة لقلت: أقتلوه!! ثم دعا بقصاب فقال: لا تشحذ مداك، أتركها على حالها، وفصل هذا الفاسق وعجل لا يحضرن أجلي وعضوان من أعضائه في جسمه! ففصله حتى جعله أشلاء، فقال: عد أعضاءه، فعددت له أعضاءه فإذا هي أربعة عشر عضوا، فرفع يديه إلى السماء فقال: اللهم كما مكنتني من ثأرك وعدوك فبلغت فيه رضاك، فمكني من أخيه. ثم أغمي عليه وتفرق من حضره. وفيها مات هارون الرشيد). انتهى. (ورواه في النهاية: 10 / 231).
وفي معجم البلدان: 4 / 447: (أبو جعفر الكرخي المعروف بالجرو، وهذا الرجل مشهور بالجلالة فيهم قديما، وكان مقيما بالبصرة، قال: وشاهدته أنا وهو شيخ كبير، وقد اختلت حاله فصار يلي الأعمال الصغار من قبل عمال البصرة، وكان أبو القاسم بن أبي عبد الله البريدي لما ملك البصرة صادره على مال أقرف به، وسمر يديه في حائط وهو قائم على كرسي، فلما سمرت يداه بالمسامير في الحائط نحى الكرسي من تحته وسلت أظافيره وضرب لحمه بالقضيب الفارسي)!
سفيان بن معاوية.. قصاب وخباز للخليفة المنصور!
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: 18 / 270: (وكان سفيان واجدا على ابن