وفي مسند أحمد: 4 / 154، عن النبي صلى الله عليه وآله: (لو كان من بعدي نبي، لكان عمر بن الخطاب). (ورواه في مجمع الزوائد: 9 / 68، والطبراني الكبير: 17 / 180 و 298، والجامع الصغير: 2 / 435، وكشف الخفاء: 2 / 154، وتاريخ دمشق: 10 / 384، وتحفة الأحوذي: 10 / 119، وقال: فيه إبانة عن فضل ما جعله الله لعمر من أوصاف الأنبياء وخلال المرسلين عليهم السلام). انتهى.
وقال في فيض القدير: 5 / 414: (ففيه إبانة عن فضل ما جعله الله لعمر من أوصاف الأنبياء وخلال المرسلين وقرب حاله منهم... فكأن النبي (ص) أشار إلى أوصاف جمعت في عمر، لو كانت موجبة للرسالة لكان بها نبيا، فمن أوصافه قوته في دينه، وبذله نفسه وماله في إظهار الحق، وإعراضه عن الدنيا مع تمكنه منها، وخص عمر مع أن أبا بكر أفضل، إيذانا بأن النبوة بالاصطفاء، لا بالأسباب... قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي). انتهى.
وروى في كنز العمال: 10 / 365، و: 11 / 578 و 579، و: 12 / 596 و 603، روايات كثيرة عن لسان النبي صلى الله عليه وآله في فضائل عمر، عن مصادر متعددة، وفيها: إن الله عز وجل عند لسان عمر وقلبه... إن الله جعل الحق على قلب عمر ولسانه... لو لم أبعث فيكم لبعث عمر، أيد الله عز وجل عمر بملكين يوفقانه ويسددانه، فإذا أخطأ صرفاه حتى يكون صوابا)!!
والنتيجة عند هؤلاء: أن عمر بن الخطاب مستكمل لجميع صفات النبوة والرسالة وإن لم يبعث فعلا، وبعث محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله! وهذا يعطيه مقام الشريك في نبوة نبينا صلى الله عليه وآله عمليا، ويجعل أقواله وأفعاله إلى جنب أقوال النبي صلى الله عليه وآله وأفعاله! ويعطيه مقام الزميل للنبي صلى الله عليه وآله حتى لو لم يؤاخه، وآخى علي بن أبي طالب عليه السلام!
ويبرر جميع اعتراضات عمر على النبي صلى الله عليه وآله سواء وافقه فيها الوحي، أم لا.