وقال النووي في الأذكار ص 360: (ينبغي أن لا يقال للقائم بأمر المسلمين خليفة الله، بل يقال الخليفة، وخليفة رسول الله (ص)، وأمير المؤمنين. روينا في شرح السنة للإمام أبي محمد البغوي قال: لا بأس أن يسمى القائم بأمر المسلمين أمير المؤمنين، والخليفة، وإن كان مخالفا لسيرة أئمة العدل، لقيامه بأمر المؤمنين وسمع المؤمنين له. قال: ويسمى خليفة، لأنه خلف الماضي قبله وقام مقامه. قال: ولا يسمى أحد خليفة الله تعالى بعد آدم وداود عليهما الصلاة والسلام. قال الله تعالى: إني جاعل في الأرض خليفة، وقال تعالى: يا داود أنا جعلناك خليفة في الأرض. وعن ابن أبي مليكة أن رجلا قال لأبي بكر الصديق: يا خليفة الله، فقال: أنا خليفة محمد (ص) وأنا راض بذلك. وقال رجل لعمر بن عبد العزيز: يا خليفة الله فقال: ويلك لقد تناولت تناولا بعيدا إن أمي سمتني عمر، فلو دعوتني بهذا الاسم قبلت، ثم كبرت فكنيت أبا حفص، فلو دعوتني به قبلت، ثم وليتموني أموركم فسميتوني أمير المؤمنين، فلو دعوتني بذاك كفاك.
وذكر الإمام أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي البصري الفقيه الشافعي في كتابه الأحكام السلطانية أن الإمام سمي خليفة، لأنه خلف رسول الله (ص) في أمته، قال: فيجوز أن يقال الخليفة على الإطلاق، ويجوز خليفة رسول الله. قال: واختلفوا في جواز قولنا خليفة الله، فجوزه بعضهم لقيامه بحقوقه في خلقه، ولقوله تعالى: هو الذي جعلكم خلائف في الأرض، وامتنع جمهور العلماء من ذلك، ونسبوا قائله إلى الفجور، هذا كلام الماوردي. قلت: وأول من سمي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، لا خلاف في ذلك بين أهل العلم). انتهى.
وقال الإمام الزيدي يحيى بن الحسين، في الأحكام: 2 / 505: (من حكم بحكم الله وعدل في العباد وأصلح البلاد، من أهل بيت النبي المصطفى، فهو خليفة الله العلي الأعلى، إذا كانت فيه شروط الإمامة وعلاماتها وحدودها وصفاتها، وفي