ولم يذكر الذهبي علة رده لحديث الحاكم وقوله لا يصح! ومن عادته أن يرد ما صح عنده بلا سبب، بل دفعا بالصدر كما يقولون، من أجل الدفاع عن أبي بكر وعمر، فقط لا غير! وهل يريد الذهبي أكثر صراحة من حديثه المرسل الذي ارتضاه هو عن أبي بكر في منع السنة وفيه: (فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا! فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه)!
كما أن الذهبي نسي أن شعار (كتاب الله حسبنا) قبل أن يكون شعار الخوارج كان شعارا لعمر وأبي بكر، وأنه رفعه في وجه النبي صلى الله عليه وآله، وأن أبا بكر وغيره أيدوه وصاحوا: القول ما قاله عمر! وأن ذلك مروي ببضع روايات في البخاري، وبأكثر منها صراحة في غيره! (قال عمر: إن النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا وكثر اللغط! قال: قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع! فخرج ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين كتابه)! (البخاري: 1 / 37) ثم قال الذهبي:
(أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، أبو حفص العدوي، الفاروق وزير رسول الله (ص)، ومن أيد الله به الإسلام وفتح به الأمصار، وهو الصادق المحدث الملهم، الذي جاء عن المصطفى (ص) أنه قال: (لو كان بعدي نبي لكان عمر) الذي فر منه الشيطان وأعلي به الإيمان وأعلن الأذان. قال نافع بن أبي نعيم، عن نافع ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه.
فيا أخي إن أحببت أن تعرف هذا الإمام حق المعرفة، فعليك بكتابي (نعم السمر في سيرة عمر) فإنه فارق فيصل بين المسلم والرافضي! فوالله ما يغض من عمر إلا جاهل دائص، أو رافضي فاجر، وأين مثل أبي حفص؟ فما دار الفلك على مثل شكل عمر، وهو الذي سن للمحدثين التثبت في النقل وربما كان