تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا؟ فقال عبد الله: لو رخص لهم في هذا لأوشكوا إذا برد عليهم الماء أن يتيمموا الصعيد! قلت: وإنما كرهتم هذا لذا؟! قال: نعم. فقال أبو موسى: ألم تسمع قول عمار لعمر: بعثني رسول الله (ص) في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة، فذكرت ذلك للنبي (ص) فقال: إنما كان يكفيك أن تصنع هكذا، فضرب بكفه ضربة على الأرض ثم نفضها، ثم مسح بها ظهر كفه بشماله أو ظهر شماله بكفه، ثم مسح بها وجهه؟ فقال عبد الله: ألم تر عمر لم يقنع بقول عمار؟! وزاد يعلى عن الأعمش عن شقيق قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى فقال أبو موسى: ألم تسمع قول عمار لعمر: إن رسول الله بعثني أنا وأنت فأجنبت فتمعكت (ت) بالصعيد، فأتينا رسول الله فأخبرناه...). انتهى.
ونلاحظ أن البخاري وغيره جعلوا المتمرغ كالدابة عمارا وليس عمر, لكن قول عمر في البخاري ومسلم: 1 / 192، (إتق الله يا عمار! فقال: يا أمير المؤمنين إن شئت لم أذكره) يدل على أن المتمرغ عمر فلو كان عمارا لضحك وما غضب وقال له: إتق الله يا عمار، ولما كان ما يستوجب قول عمار: (إن شئت لم أذكره)!
وقد صرح عبد الرزاق أن المتمرغ عمر، قال في المصنف: 1 / 240 قال: (بعث النبي (ص) عمر بن الخطاب ورجلا من الأنصار يحرسان المسلمين، فأجنبا حين أصابهما برد السحر، فتمرغ عمر بالتراب، وتيمم الأنصاري صعيدا طيبا فتمسح به، ثم صليا، فقال النبي (ص): أصاب الأنصاري). انتهى.
فهذه الرواية تنص على أن المتمرغ كان عمر، وقد جعلت رفيق عمر أنصاريا وليس عمار بن ياسر، لغرض عند الراوي!
فما دامت حساسية عمر من خطئه تجعله يعطل آية من القرآن ويترك صلاته