صلوات يوم الخندق، حتى ذهب من الليل ما شاء الله). انتهى.
وفي سنن الترمذي: 1 / 115: (قال عبد الله بن مسعود: إن المشركين شغلوا رسول الله (ص) عن أربع صلوات يوم الخندق، حتى ذهب من الليل ما شاء الله، فأمر بلالا فأذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء). انتهى. (راجع أيضا: مسند أحمد: 1 / 375، والنسائي: 1 / 506، و: 2 / 17، وسنن البيهقي: 1 / 403 و: 3 / 251، وابن أبي شيبة: 1 / 519، و: 8 / 428، و 502، وأبي يعلى: 9 / 238) وفي مجموع النووي: 3 / 68: (والمستحب أن يقضيها على الترتيب لأن النبي (ص) فاتته أربع صلوات يوم الخندق، فقضاها على الترتيب)!!
وفي تلخيص الحبير: 3 / 525: (حديث أنه (ص) فاتته أربع صلوات يوم الخندق فقضاهن على الترتيب تقدم في الأذان، وللترمذي والنسائي من طريق أبي عبيدة ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه، أن المشركين شغلوا رسول الله (ص) عن أربع صلوات يوم الخندق، حتى ذهب من الليل ما شاء الله) وفي مبسوط السرخسي: 1 / 136: (وشغل رسول الله (ص) عن أربع صلوات يوم الخندق فقضاهن بعد هوي من الليل). (راجع أيضا: بدائع الصنائع: 1 / 132، ومغني ابن قدامه: 1 / 428، ونيل الأوطار: 1 / 397).
* * نقد رواياتهم في أن النبي صلى الله عليه وآله ترك صلاته في جو معركة الخندق الذي وصفناه، قالوا إن النبي صلى الله عليه وآله فاتته الصلاة، أما عمر فصلاها في آخر الوقت! فهل يعقل ذلك؟!
حاول ابن حجر أن يثبت صحة ذلك! فقال في فتح الباري: 2 / 56: (فإن قيل: الظاهر أن عمر كان مع النبي (ص) فكيف اختص بأن أدرك صلاة العصر قبل غروب الشمس بخلاف بقية الصحابة والنبي (ص) معهم؟ فالجواب: أنه يحتمل أن يكون الشغل وقع بالمشركين إلى قرب غروب الشمس، وكان عمر حينئذ متوضئا فبادر فأوقع الصلاة، ثم جاء إلى النبي (ص) فأعلمه بذلك، في الحال التي كان النبي (ص) فيها قد شرع يتهيأ للأداء، ولهذا قام عند الأخبار هو وأصحابه إلى الوضوء). انتهى.
أقول: ترك ابن حجر المعقول ولم يتتبع المنقول! وهذه عادته عندما يصل إلى فضائل عمر! فهل من المعقول أن يتعمد النبي صلى الله عليه وآله ترك صلاة أو أربع صلوات، بسبب أنه في مدينة محاصرة من عدوه؟ وهل من المعقول أن ينسى النبي صلى الله عليه وآله والمسلمون صلاتهم أو صلواتهم، ولا يذكرها إلا عمر في آخر وقتها!
وأعجب من ذلك أن ابن حجر بحث في أن ترك النبي صلى الله عليه وآله لصلاته هل كان عن نسيان أو عمد! واحتاط ولم يقل عن نسيان، بل مال إلى أنه تركها عن عمد