هذا هو جو معركة الخندق، وهو ينفعنا في نقد ما رواه البخاري وغيره، فقد زعموا أن عمر انشغل في يوم الخندق حتى كادت تفوته صلاة العصر، لكنه صلاها والحمد لله، ولو في آخر الوقت.
أما النبي صلى الله عليه وآله فقد انشغل عنها حتى فاتته وغابت الشمس!
بل رووا أن النبي صلى الله عليه وآله فاتته أربع صلوات، بينما عمر لم تفته ولا صلاة!
رواياتهم في أن النبي صلى الله عليه وآله فاتته صلاة واحدة قال البخاري في: 1 / 147: (إن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش، قال: يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب قال النبي (ص): والله ما صليتها! فقمنا إلى بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب).
(ونحوه: 1 / 157، وص 227 و: 5 / 48). كما روى البخاري أن الذي شتم الكفار ودعا عليهم هو النبي صلى الله عليه وآله! قال في: 3 / 233: (لما كان يوم الأحزاب قال رسول الله (ص) ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس)! (ومثله: 5 / 48 و: 7 / 165). وروى مسلم: 2 / 111 و 112: (قال رسول الله (ص) يوم الأحزاب: شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى آبت الشمس، ملأ الله قبورهم نارا. أو بيوتهم، أو بطونهم. شك شعبة في البيوت والبطون). انتهى.
فترك النبي صلى الله عليه وآله لصلاته مؤكد عندهم، لكن الراوي بسبب احتياطه شك في دعاء النبي صلى الله عليه وآله أن يملأ الله قبورهم نارا، هل أضاف اليه بيوتهم وبطونهم؟!
قال مسلم: (شك شعبة في البيوت والبطون). كما روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله أقسم لعمر أنه لم يصل العصر: (فقال رسول الله (ص): وأنا والله ما صليتها)! وفسره النووي في شرح مسلم: 5 / 131، بأنه احترام من النبي صلى الله عليه وآله لعمر وتطييب لخاطره