وقال السرخسي في كتاب أصوله: 2 / 92: (ولما قدم المدينة استقبح ما كانوا يصنعونه من تلقيح النخيل فنهاهم عن ذلك فأحشفت وقال: عهدي بثماركم بخلاف هذا؟ فقالوا: نهيتنا عن التلقيح، وإنما كانت جودة الثمر من ذلك! قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم وأنا أعلم بأمر دينكم. فتبين أن الرأي منه كالرأي من غيره في احتمال الغلط)!! انتهى.
* * أقول: ما هو جواب السرخسي الفقيه الأصولي ومن يقلده، إذا سألهم أحد: كيف تقبلون هذا الحديث المخالف للقرآن والعقل؟ فهل من الخلق العظيم ما فعله النبي صلى الله عليه وآله بموسم نخل المدينة؟! وهل تعرفون أن التمر عصب اقتصاد المدينة يومذاك كموسم القطن في ساحل مصر وموسم الحنطة في سرخس؟ فهل يعقل أن يكون أهل المدينة ساذجين، فيقبلوا بعدم تلقيح نخلهم وخسارة موسمهم؟!
وهل يعقل أن تكون هذه الحادثة حصلت في المدينة وخربت موسمها، ولم ينتشر خبرها، ولم يسم الناس عامها (عام الشيص) أو (عام اجتهاد النبي)! ولم يرفعها اليهود والمشركون علما للتشنيع على النبي صلى الله عليه وآله والإسلام، ولم تصل الينا إلا برواية تيميين هما موسى بن طلحة وعائشة؟!!
وأخيرا، زعمتم أن النبي صلى الله عليه وآله يخطئ ويعصي ربه، لكن الله تعالى لا يقره على الخطأ، فأين تنبيه الله نبيه على هذا الخطأ، ونهيه له عن الإضرار بالمؤمنين؟!
وزعم رواة قريش أن النبي صلى الله عليه وآله لم يفهم آيات زوجية النبات!
قال الله تعالى: (وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون. ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون. سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون). (سورة يس: 33 - 36) ج