وقال تعالى: (والأرض فرشناها فنعم الماهدون. ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون). (الذاريات: 48 - 49) وقال تعالى: (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون. (الرعد: 3) هذه الآيات من ثلاث سور، وقد نزلت سورتا ياسين والذاريات في مكة، ونزلت سورة الرعد في المدينة، وقد بينها الله لنبيه صلى الله عليه وآله وفهمها وقرأها على الناس، وهي صريحة في شمول نظام الزوجية لكل ما تنبت الأرض؟
فهل نسيها النبي صلى الله عليه وآله عندما كان ذاهبا مع طلحة ورأى العمال يلقحون النخل، فدهش لفعلهم، واستقبح عمليتهم ونهاهم عنها؟!!
اللهم غفرانك، فقد كذبت قريش على نبيك صلى الله عليه وآله في حياته حتى قام خطيبا محذرا، وتفاقم كذبها عليه بعد وفاته!
في الكافي: 1 / 62: عن سليم بن قيس الهلالي: (قلت لأمير المؤمنين عليه السلام: إني سمعت من سلمان والمقداد وأبى ذر شيئا من تفسير القرآن وأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وآله غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وآله أنتم تخالفونهم فيها، وتزعمون أن ذلك كله باطل، أفترى الناس يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين، ويفسرون القرآن بآرائهم؟!
قال: فأقبل علي فقال: قد سألت فافهم الجواب: إن في أيدي الناس حقا وباطلا وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وعاما وخاصا، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما، وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله على عهده حتى قام خطيبا فقال: أيها الناس قد كثرت علي الكذابة، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ثم