واعجب ما شئت من تبرير النووي لسذاجة النبي صلى الله عليه وآله وعدم ثقافته في أمور الدنيا، بقوله: (وسببه تعلق همهم بالآخرة ومعارفها)!! فكأن اهتمامه صلى الله عليه وآله بالآخرة يمنعه من فهم أمور الدنيا، ويجعله جاهلا بليدا لا يعرف أن النخل يحتاج إلى تلقيح! ثم يجعله فضوليا، يتدخل فيما لا يعرفه!
ثم أعجب من قوله: (قال العلماء.. قال العلماء) دون أن يذكر من هم هؤلاء (العلماء) الذين قالوا ما دام النبي صلى الله عليه وآله يقول بظنونه فلا تجب علينا طاعته حتى نعلم علم اليقين أنها عن الله تعالى!
أما المناوي فزعم أن كل نبي ساذج في أمور الدنيا!
قال في فيض القدير: 3 / 66: (قال بعضهم: فبين بهذا أن الأنبياء عليهم السلام وإن كانوا أحذق الناس في أمر الوحي والدعاء إلى الله تعالى، فهم أسرج الناس قلوبا من جهة أحوال الدنيا، فجميع ما يشرعونه إنما يكون بالوحي وليس للأفكار عليهم سلطان). انتهى.
وليت المناوي ومن يصدقه من أتباع الخلافة القرشية، يشرحون لنا معادلتهم في حذاقة الأنبياء عليهم السلام وذكائهم في أمور الآخرة، وسراجتهم وبلاهتهم في أمور الدنيا! وليتهم يصارحون المسلمين بأن نبيكم صلى الله عليه وآله ما دام بلغ القمة في الحذاقة في أمر الوحي والدعاء إلى الله تعالى، فلا بد أن يبلغ الدرك الأسفل في الجهل بأمور الدنيا، كجهله بحاجة النخل إلى تلقيح، والزرع إلى حراثة!
وتفضل الشعراوي على نبينا صلى الله عليه وآله بأن ثقافته تحسنت عندما كبر!
قال في العهود المحمدية ص 114: (فإذا عزمت، على أمر، يعني على فعل ما أشاروا عليك به. فتوكل على الله، لا على مشورتهم. على أنه لا يقدح في كماله