هذا عن غضب النبي صلى الله عليه وآله وإيذائه للمؤمنين ولعنهم وضربهم!
أما عن غضب عمر، فقالوا إن الله أجرى الحق على لسانه وقلبه في الرضا والغضب! وإن الملائكة تحدثه، والملك ينطق على لسانه.
وإن جبرئيل جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له: أقرئ عمر السلام، وأعلمه إن رضاه حكم، وغضبه عز!! فشهد له الله تعالى بأنه معصوم في الرضا والغضب.
قال المناوي في فيض القدير: 2 / 278: (إن الله جعل الحق، يعني أجراه على لسان عمر، فكان كالسيف الصارم والحسام القاطع.
قال الطيبي: جعل بمعنى أجرى فعداه بعلى، وفيه معنى ظهور الحق واستعلائه على لسانه، ووضع جعل موضع أجراه، إيذانا بأن ذلك كان خلقيا ثابتا لازما مستقرا.
وقلبه، فكان الغالب على قلبه جلال الله، فكان الحق معتمله، حتى يقوم بأمر الله وينفذ بمقاله وحاله، وفاء بما قلده الله الخلق من رعاية هذا الدين الذي ارتضاه لهم. ومن ثم جاء في خبر: إن غضبه عز ورضاه حكم، وذلك لأن من غلب على قلبه سلطان الحق فغضبه للحق عز للدين، ورضاه عدل لأن الحق هو عدل الله، فرضاه بالحق عدل منه على أهل ملته. ومعنى رضاه حكم: أنه إذا رضي رضي الحق). انتهى.
مضافا إلى ما قرأت، تجد في تاريخ دمشق لابن عساكر: 44 / 71: (أن جبريل أتى النبي (ص) فقال: أقرئ عمر السلام وأعلمه أن غضبه عز ورضاه عدل).
وفيه: 44 / 72: (عن عقيل بن أبي طالب أن النبي (ص) قال لعمر بن الخطاب: إن غضبك عز ورضاك حكم). (ورواه أبو الشيخ ابن حبان في طبقات المحدثين بأصبهان: 2 / 34، وابن أبي شيبة في المصنف: 7 / 486 و 487، والطبراني في الأوسط: 6 / 242، والكبير: 12 / 48،