وروى مسلم (وهو مولى بني قشير مسلم بن حجاج النيشابوري) في صحيحه: 8 / 25: (عن أبي هريرة أن النبي (ص) قال: اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته أو شتمته أو لعنته أو جلدته، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة). انتهى. ورواه بسبع روايات أخرى بنحوه!
وقالت عائشة بنت أبي بكر بن قحافة، كما في مسند أحمد: 6 / 160: (كان رسول الله (ص) يرفع يديه يدعو حتى أسأم! ويقول: اللهم إنما أنا بشر، فلا تعاقبني بشتم رجل من المسلمين إن آذيته).
ونحوه: 6 / 225 و 258، وفي رواية أخرى: 2 / 390: (فأيما مسلم لعنته أو آذيته).
ورواه: 2 / 243، و 493، وفيه: (إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر).
وفي: 3 / 33: (فأي المؤمنين آذيته أو شتمته أو جلدته أو لعنته، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة).
وفي مصنف عبد الرزاق: 2 / 251: (عن عائشة قالت: كان رسول يرفع يديه يدعو، حتى إني لأسأم له مما يرفعهما)!
وفيه: 11 / 190: (إنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته، أو شتمته، أو جلدته، أو لعنته، فاجعلها له صلاة وكفارة، وقربة تقربه بها يوم القيامة).
* * بل رووا أحاديث أكثر جرأة على مقام النبي صلى الله عليه وآله فزعموا أنه كان يدعو على قريش ويلعنهم في قنوته، فبعث الله تعالى اليه جبرئيل فوبخه وقال له: إن الله يقول لك إني لم أبعثك سبابا! بل بعثتك رحمة للعالمين، والقرشيون قومك وأهلك أولى بالرحمة الإلهية، فلماذا تسبهم وتلعنهم؟! وعلمه دعاء عاما يقوله في قنوته، ليس فيه ما يمس قريش! وهو (سورتا الخلع والحفد) اللتين كان يحبهما عمر، ويقرؤهما في صلاته!