يذكرا الغرانيق، ولا رجوع المسلمين من الحبشة، فنقول إنهما لم يروياها!
ولا يتسع المجال لإيراد كل كلام ابن كثير الكثير، فقد أطال بلا طائل، فقال في تفسيره: 3 / 239، مضافا إلى ما تقدم: (قال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله (ص) بمكة النجم فلما بلغ هذا الموضع: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، قال: فألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن ترتجى قالوا ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا.....
ورواه ابن جرير عن بندار عن غندر عن شعبة به بنحوه وهو مرسل.
وقد رواه البزار في مسنده، عن يوسف بن حماد، عن أمية بن خالد، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فيما أحسب الشك في الحديث: أن النبي (ص) قرأ بمكة سورة النجم حتى انتهى إلى: أفرأيتم اللات والعزى وذكر بقيته.... ثم قال البزار: لا نعلمه يروى متصلا إلا بهذا الإسناد تفرد بوصله أمية بن خالد، وهو ثقة مشهور.....
ثم رواه ابن أبي حاتم، عن أبي العالية، وعن السدي، مرسلا.
وكذا رواه ابن جرير، عن محمد بن كعب القرظي، ومحمد بن قيس مرسلا أيضا، وقال قتادة: كان النبي (ص) يصلي عند المقام إذ نعس فألقى الشيطان على لسانه وإن شفاعتها لترتجي وإنها لمع الغرانيق العلى، فحفظها المشركون وأجرى الشيطان أن النبي (ص) قد قرأها فذلقت بها ألسنتهم.....
ثم قال ابن أبي حاتم: حدثنا موسى بن أبي موسى الكوفي، حدثنا محمد بن إسحاق الشيبي، حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: أنزلت سورة النجم وكان المشركون يقولون لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير