بل لم يشر إلى الكتاب أصلا مع أنه تأثر بمنهجه كثيرا، وهو مؤلف قبله بأكثر من قرن ونصف وكان مشهورا، بل يمكن القول إن كتاب الرازي عصمة الأنبياء عليهم السلام هو نفس كتاب تنزيه الأنبياء عليهم السلام للسيد المرتضى، مصوغا بقلم سني!
كما نفى هذه الفرية عن النبي صلى الله عليه وآله، في تفسيره، قال الجزء 23 / 49:
(المسألة الثانية: ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية أن الرسول (ص) لما رأى إعراض قومه عنه وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به تمنى.... إلى آخر ما ذكره في كتاب العصمة، ثم قال: (هذا رواية عامة المفسرين الظاهريين، أما أهل التحقيق فقد قالوا هذه الرواية باطلة موضوعة واحتجوا عليه بالقرآن والسنة والمعقول... أما القرآن فوجوه.....
وأما السنة فهي ما روي عن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه سئل عن هذه القصة فقال: هذا وضع من الزنادقة، وصنف فيه كتابا.
وقال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل، ثم أخذ يتكلم في أن رواة هذه القصة مطعون فيهم.
وأيضا فقد روى البخاري في صحيحه أن النبي (ص) قرأ سورة النجم وسجد فيها المسلمون والمشركون والإنس والجن، وليس فيه حديث الغرانيق. وروي هذا الحديث من طرق كثيرة وليس فيها البتة حديث الغرانيق.
وأما المعقول فمن وجوه: أحدها: أن من جوز على الرسول (ص) تعظيم الأوثان فقد كفر، لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه كان في نفي الأوثان...
وخامسها: وهو أقوى الوجوه: أنا لو جوزنا ذلك ارتفع الأمان عن شرعه، وجوزنا في كل واحد من الأحكام والشرائع أن يكون كذلك، ويبطل قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله