كأنه رؤوس الشياطين!
وأنه بعد ستة أشهر أمضاها النبي صلى الله عليه وآله مريضا مسحورا نصف مجنون وحاشاه! دله الملك على البئر فذهب إليها، أو أرسل عليا والزبير، فاستخرجوا المشط وفكوا عقد الخيط، حتى شفي النبي صلى الله عليه وآله من السحر! (راجع المجموع: 12 / 243).
ثم اقرأ تأكيد ابن حجر على تأثير السحر على حواس النبي صلى الله عليه وآله وبعض عقله!!
قال: (قوله: حتى كان رسول الله (ص) يخيل إليه أنه كان يفعل الشئ وما فعله.
قال المازري: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها، قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع، إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم، وأنه يوحى إليه بشئ ولم يوح إليه بشئ!
قال المازري: وهذا كله مردود، لأن الدليل قد قام على صدق النبي (ص) فيما يبلغه عن الله تعالى، وعلى عصمته في التبليغ، والمعجزات شاهدات بتصديقه، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل.
وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها، ولا كانت الرسالة من أجلها (...) فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض، فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له، مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين! قال: وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث أنه كان (ص) إليه أنه وطأ زوجاته ولم يكن وطأهن، وهذا كثيرا ما يقع تخيله للإنسان في المنام، فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة!
قلت: وهذا قد ورد صريحا في رواية ابن عيينة في الباب الذي يلي هذا ولفظه: حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، وفي رواية الحميدي أنه يأتي أهله ولا