بن مسعود ومن كان معهم من أهل مكة أن الناس أسلموا وصاروا مع رسول الله (ص)، وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه، أقبلوا سراعا! فكبر ذلك على رسول الله (ص) فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فشكا إليه، فأمره فقرأ له، فلما بلغها تبرأ منها جبريل وقال: معاذ الله من هاتين ما أنزلهما ربي ولا أمرني بهما ربك!! فلما رأى ذلك رسول الله (ص) شق عليه وقال: أطعت الشيطان وتكلمت بكلامه وشركني في أمر الله! فنسخ الله ما يلقى الشيطان وأنزل عليه: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم. ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد). (الحج: 52 - 53). فلما برأه الله عز وجل من سجع الشيطان وفتنته، انقلب المشركون بضلالهم وعداوتهم. فذكر الحديث وقد تقدم في الهجرة إلى الحبشة. رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة، ولا يحتمل هذا من ابن لهيعة). انتهى.
أقول: ما ذنب ابن لهيعة إذا روى ما وضعه رواة قريش قبل أن يولد؟! فمضافا إلى روايته فقد أورد السيوطي قصة الغرانيق في الدر المنثور: 4 / 194، بعدة طرق بعضها صحيح، وقال في ص 366: (وأخرج البزار، والطبراني، وابن مردويه، والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات، من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن رسول الله (ص) قرأ: أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى، تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى! ففرح المشركون بذلك وقالوا: قد ذكر آلهتنا. فجاء جبريل فقال: إقرأ على ما جئتك به، فقرأ: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى! فقال: ما أتيتك بهذا! هذا من الشيطان فأنزل الله: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى.. إلى آخر الآية. وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه،