الخارجي على الانسان، تعبر عن نفسها في مخه، وتنعكس فيه على صور احساسات، وأفكار، ودوافع وارادات)) (1) وقال جورج بوليتزير:
((تبين العلوم الطبيعية، ان نقص تطور مخ أحد الافراد، وهو أكبر عائق امام تطور شعوره وفكره، وهذه هي حالة البله. فالفكر نتاج تاريخي لتطور الطبيعة، في درجة عالية من الكمال، تتمثل لدى الأنواع الحية في أعضاء الحس والجهاز العصبي، وعلى الخصوص في الجزء الأرقى المركزي، الذي يحكم الكائن العضوي كله الا وهو المخ)) (2).
وقال روجيه غارودي:
((ان التكون المادي للفكر، يعرض علينا - كما سوف نرى - حججا هي أجدر بالتصديق والاقتناع بها)) (3)..
وليس المفهوم الفلسفي، هو المفهوم الوحيد للادراك، الذي يمكن تقديمه على صعيد البحث والدرس. لان الادراك ملتقى لكثير من البحوث والدراسات. ولكل دراسة من تلك الدراسات العلمية مفهومها الخاص، الذي يعالج احدى مشاكل الادراك المتنوعة، وجانبا من أسرار الحياة العقلية المثيرة، بغموضها وتعقيدها. ووراء تلك المفاهيم العلمية جميعا، المفهوم الفلسفي، الذي يقوم فيه الصراع بين المادية والميتافيزية كما سبق. فموضوعنا اذن مثار لألوان شتى من البحوث الفلسفية والعلمية.
وقد وقع كثير من الكتاب والباحثين - في الخطأ وعدم التمييز بين النواحي التي ينبغي للدراسات العلمية أن تتوافر على تمحيصها وتحليلها. وبين الناحية