عشر، افتراضا منهم ان الملكة إذا كانت قوية أو ضعيفة عند شخص، كانت قوية أو ضعيفة في كل شيء.
ومن الواضح ان هذه النظرية داخلة في النطاق التجريبي لعلم النفس، فهي نظرية علمية، لأنها تخضع للمقاييس العلمية، فيمكن ان يجرب مدى تأثر الذاكرة بصورة عامة، بالتدريب على استذكار مادة معينة، ويتاح للعلم حينئذ ان يعطي كلمته في ضوء تجارب من هذا القبيل، وتقدم حينذاك النتيجة العلمية للتجربة إلى فلسفة العلم السيكولوجي، ليدرس مدلولها الفلسفي، وما تعنيه من تعدد الملكات أو وحداتها. في ضوء القوانين الفلسفية.
والمثال الثاني:
نأخذه من صلب الموضوع الذي نعالجه، وهو عملية الإدارك البصري، فإنها من مواضيع البحث الرئيسية في الحقل العلمي والفلسفي على السواء.
ففي البحث العلمي، يثور نقاش حاد حول تفسير عملية الادراك، بين الارتباطين من ناحية، وأنصار مدرسة الشكل والصيغة (الجشطالت) من ناحية أخرى. والارتباطيون هم الذين يعتبرون التجربة الحسية هي الأصل الوحيد للمعرفة. فكما يحلل علماء الكيمياء المركبات الكيميائية، إلى عناصرها البدائية، يحلل هؤلاء مختلف الخبرات العقلية، إلى احساسات أولية، ترتبط وتتركب بعمليات آلية ميكانيكية، طبقا لقوانين التداعي. وفي هذه النظرية الارتباطية ناحيتان: الأولى، ان مرد التركيب في الخبرات العقلية. إلى احساسات أولية (معاني بسيطة أدركت بالحس). والثانية، ان هذا التركيب يوجد بطريقة آلية، وطبقا لقوانين التداعي. أما الناحية الأولى فقد درسناها في نظرية المعرفة عند الحديث عن المصدر الأساسي للتصور البشري، والنظرية الحسية لجون لوك، الذي يعتبر المؤسس الأول للمدرسة الارتباطية، وانتهينا من دراستنا إلى ان بعض مفردات التصور والمعاني العقلية لا ترجع إلى الحس، بل هي من النشاط الفعال الايجابي للنفس، وأما الناحية الثانية: فهي التي قامت بمعالجتها مدرسة (الجشطالت) فرفضت الدراسة التحليلية للحالات الشعورية، وردت على التفسير الارتباطي الآلي لعمليات الادراك، مؤكدة على ضرورة دراسة كل واحدة من الخبرات ككل، وان الكلية ليست