ولنلتفت - بعد كل ما سقناه من دلائل الوجدان، على وجود القوة الحكيمة الخلافة - إلى الفرضية المادية، لنعرف في ضوء ذلك مدى سخفها وتفاهتها. فان هذه الفرضية، حين تزعم ان الكون بما زخر به من أسرار النظام، وبدائع الخلقة والتكوين، وقد أوجدته علة لا تملك ذرة من الحكمة والقصد، تفوق في سخفها وغرابتها آلاف المرات، من يجد ديوانا ضخما من أروع الشعر وأرقاه، أو كتابا علميا زاخرا بالاسرار والاكتشافات. فيزعم ان طفلا كان يلعب بالقلم على الورق، فاتفق ان ترتبت الحروف، فتكون منها ديوان شعر، أو كتاب علم.
((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أو لم يكف بربك انه على كل شيء شهيد)).