شيء مستقل بذاته كل الاستقلال، وان كل شيء يتأثر بالأشياء الأخرى)).
((وقد يبدو هذا الترابط بين الأشياء بديهيا، إلى درجة يظهر معها أي سبب لألفات النظر اليه، ولكن الحقيقة هي: أن الناس لا يدركون الترابط بين الأشياء دائما، ولا يدركون أن ما هو حقيقي في ظروف معينة، قد لا يكون حقيقيا في ظروف أخرى، وهم دائما يطبقون أفكارا تكونت في ظروف خاصة، على ظروف أخرى، تختلف عنها تمام الاختلاف. وخير مثل يمكن أن يضرب في هذا الصدد، هو وجهة النظر حول حرية الكلام. ان حرية الكلام بصورة عامة تخدم الديمقراطية، وتفيد إرادة الشعب في الاعراب عن نفسها، ولذلك فهي مفيدة لتطور المجتمع، ولكن حرية الكلام للفاشية (المبدأ الأول الذي يحاول قمع الديموقراطية) أمر يختلف كل الاختلاف، إذ انه يوقف تطور المجتمع. ومهما تكرر النداء بحرية الكلام، فان ما يصح عنه في الظروف الاعتيادية، بالنسبة للأحزاب التي تهدف إلى الديموقراطية، لا يصح بالنسبة للأحزاب الفاشية)) (1).
هذا النص الماركسي يعترف، بأن الارتباط العام مفهوم لكل عالم، بل كل عامي خبر الأشياء - على حد تعبير (أميل برنز) - وليس شيئا جديدا في الفهم البشري العام. وانما الجديد الذي استهدفته الماركسية بذلك، نظرا إلى مدى الارتباط الوثيق، بين مسألة حرية الكلام والمسائل الأخرى، التي تدخل في حسابها. ونظير ذلك عدة تطبيقات أخرى من هذا القبيل، يمكننا ان نجدها في جملة من النصوص الماركسية الأخرى، فأين الكشف المنطقي الجبار للديالكتيك؟