يتضح ان التناقض - الذي زعمته الماركسية في قضية (إيفان رجل) - يقوم على أساس تفسير خاطئ للقضية، يعتبرها توحيدا بين فكرتين إحداهما عامة والأخرى خاصة، لا بين واقعين موضوعيين.
ومرة أخرى نسأل عن هذا التناقض المزعوم، في قضية (إيفان رجل)، ما هي حصيلته؟ وما هو الصراع الذي ينتج عن هذا التناقض؟ وما هو التطور المنبثق عنه؟ فان التناقضات الداخلية تشعل - في رأي الماركسية - الصراع، وتعتبر وقودا للتطور، فكيف تستطيع الماركسية ان تشرح لنا، كيف تتطور قضية (إيفان رجل)، وهل تعود بسبب تناقضاتها على شكل آخر؟
ونخلص من دراستنا للتناقضات الديالكتيكية المزعومة، إلى نتيجة وهي ان كل ما عرضته الماركسية من تناقضات، في الحقل الفلسفي أو العلمي، أو المجالات الاعتيادية العامة، ليست من التناقض، الذي يرفضه المبدأ الأساسي للمنطق الميتافيزيقي, ولا يمكن ان تعتبر دليلا على تفنيد هذا المبدأ. بل لا تعدو ان تكون كمعارضات (أوبوليدس) الملطي قبل الفي سنة، لمبدأ عدم التناقض. فقد كان يرد على هذا المبدأ قائلا: إذا تقدم أبوك إليك، وكان مقنعا فإنك لا تعرفه. اذن أنت تعرف أباك، ولا تعرفه في آن واحد. ومن البدهي ان هذه الألوان من المعارضة الساذجة، لا يمكن ان تحطم الضروري العام، في التفكر البشري، مبدأ عدم التناقض.
والحقيقة التي تبيناها في عدة من أمثلة التناقض الديالكتي. هي الصراع والتفاعل بين الأضداد الخارجية، وقد عرفنا فيما سبق ان هذا اللون من التفاعل بين الأضداد، ليس من مميزات الديالكتيك، بل هو من مقررات الميتافيزيقية، كما عرفناها في نصوص أرسطو.
ولو أردنا أن نقطع النظر، عن أخطاء الماركسية في فهم التناقض، وفشلها في محاولات الاستدلال، على قانون الديالكتيك، فسوف نجد مع ذلك. أن التناقض الديالكتي، لا يقدم لنا تفسيرا مقبولا للعالم، ولا يمكن فيه التعليل الصحيح، كما سوف نتبين ذلك في الجزء الرابع من هذه المسألة (المادة والله).
ومن الطريف ان نشير إلى مثل للتناقض قدمه أحد الكتاب المحدثين (1)