____________________
به أحد في كثرة بكائه، وخضوعه في صلاته وطاعاته، في ليله ونهاره، وشدة اجتهاده في مناجاة ربه، صائما نهاره، قائما ليله مدة حياته، حتى أنه لم يفرش له فراش لنومه في الليل (1) ولم يقدم له طعام في النهار أصلا، وربما كان يظل في سجدة واحدة من الغداة إلى الزوال (2) ويبل موضع سجوده من دموع عينيه، كالطين، ولسعت حية إصبع رجله في سجدته، فلم يلتفت إليها، ولم ينصرف عما هو عليه، وعندئذ سمع نداء من السماء: أنت زين العابدين حقا، وسيد الساجدين صدقا (3).
وقد ورد كل ذلك في الأحاديث الصحيحة.
وبالجملة، فهو «من» قد «نسخت فضل الورى» بأجمعهم «فضيلته» بحيث أنسى ذكر الأولين، وأتعب الآخرين في مكارم أخلاقه، ومحامد صفاته. «و» فيما برز من «علمه» في أجوبة معضلات المسائل، وحل صعاب المشاكل، ودفع شبهات المنافقين، ونقض حجج الملحدين، على ما هو مسطور في الكتب المطولة من المتقدمين والمتأخرين بما يضيق المقام عن الإشارة إليها (4) فضلا عن ذكر تفاصيلها.
وكذا ما ظهر من معاجزه وكراماته، وما وجد في كلماته وأدعيته وصنوف مناجاته من الفصاحة والبلاغة، وعلو المضامين، وسلاسة العبارة التي أخرست البلغاء، وأبهرت الفصحاء، ووضعت نير المذلة على أعناق الأدباء.
فراجع كلماته وبياناته في الحكمة والأدب المتمسك بها بين الطوائف والملل، وخاصة وجوه أكارم العرب «وهذه صحيفته» المنتشرة بينهم، المشهورة بالصحيفة
وقد ورد كل ذلك في الأحاديث الصحيحة.
وبالجملة، فهو «من» قد «نسخت فضل الورى» بأجمعهم «فضيلته» بحيث أنسى ذكر الأولين، وأتعب الآخرين في مكارم أخلاقه، ومحامد صفاته. «و» فيما برز من «علمه» في أجوبة معضلات المسائل، وحل صعاب المشاكل، ودفع شبهات المنافقين، ونقض حجج الملحدين، على ما هو مسطور في الكتب المطولة من المتقدمين والمتأخرين بما يضيق المقام عن الإشارة إليها (4) فضلا عن ذكر تفاصيلها.
وكذا ما ظهر من معاجزه وكراماته، وما وجد في كلماته وأدعيته وصنوف مناجاته من الفصاحة والبلاغة، وعلو المضامين، وسلاسة العبارة التي أخرست البلغاء، وأبهرت الفصحاء، ووضعت نير المذلة على أعناق الأدباء.
فراجع كلماته وبياناته في الحكمة والأدب المتمسك بها بين الطوائف والملل، وخاصة وجوه أكارم العرب «وهذه صحيفته» المنتشرة بينهم، المشهورة بالصحيفة