نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ٢ - الصفحة ٧٤
وهي لدى الجمهور منهم نازله * فيمن حوتهم آية المباهلة
____________________
اختصاصها بزوجات النبي، وأخرج الأربعة المعصومين: علي، وفاطمة، وولديهما عنها، بدعوى قرينة السياق بينها وبين الآيات المقترنة معها المختصة بهن، ثم احتمل ثانيا عمومها لكافة من في بيته من الزوجات وغيرهن، بقرينة تذكير الضمير في " عنكم " (1).
وبذلك احتمل شمولها لأولئك الأربعة المعصومين حال كونهم مشاركين مع سائر من في البيت.
وأنت خبير بأن تلك الوساوس الواهية، والتشكيكات الفاسدة، لم تنشأ إلا من الحقد والعداوة والانحراف عن الولي المطلق، وإلا فقد اعترف جمع كثير من أبناء نحلته في تواريخهم وتفاسيرهم وأحاديثهم باختصاص الآية الشريفة بأولئك الحجج الأربعة فقط (2) من دون اشتراك غيرهم معهم، إلا سائر الأئمة الطاهرين من ذريتهم اللاحقة بهم، بدليل الاشتراك، وإجماع الإمامية على ذلك، بل «وهي لدى الجمهور» وهو الأكثر «منهم نازلة» بالخصوص «فيمن حوتهم آية المباهلة» المختصة بهم إجماعا من الفريقين، من دون مشاركة الزوجات ولا غيرهن معهم.
فراجع في ذلك صواعق ابن حجر (*) على شدة نصبه وعداوته لأولئك المعصومين.

(*) فإنه قال في صواعقه: إن أكثر المفسرين على أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين؛ لتذكير ضمير " عنكم " (٣).
وروي عن زيد بن أرقم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " أذكركم الله في أهل بيتي " فقيل لزيد: من أهل بيته؟ هل هم نساؤه؟ قال: لا، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلى أبيها وقومها، وإنما أهل بيته هاهنا أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده [٤].
وروى الطبرسي عن كثير من الصحابة اختصاص الآية بأهل الكساء [٥].
وروى عن أم سلمة أن فاطمة جاءت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال لها: " أدعي لي زوجك وابنيك " ولما جاءت بهم وطعموا ألقى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليهم كساء خيبريا، وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي، فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا " فقلت: يا رسول الله: وأنا معهم؟ قال: " أنت إلى خير " فأنزل الله تعالى: (إنما يريد الله) [٦].
ومثلها عن عائشة حينما سألتها أم مجمع عن خروجها يوم الجمل؟ فأجابتها: أنه كان قدرا من الله، ثم سألتها عن علي (عليه السلام)؟ فقالت عائشة: تسأليني عن أحب الناس إلى رسول الله، ثم ساقت حديث الكساء مثل حديث أم سلمة [٧]... الخ.
(١) حكاه عنه في إحقاق الحق: ١٤١.
(٢) راجع ص ٦٩.
(٣) الصواعق المحرقة: ١٤٣.
[٤] صحيح مسلم ٤: ١٨٧٣ / 2408، مصابيح السنة (البغوي) 4: 185 / 4800 فيه صدر الحديث.
[5 - 7] مجمع البيان 4: 356 و 357.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست