نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ٢ - الصفحة ٤٠٦
فيها يناجي العبد ربه ومن * ناجاه يصفو من شوائب الدرن فأدها عبادة لا عادة * وكن كأن تراه في العبادة ولج في قبولها، فمن قبل * قربانه يقبل منه ما عمل وأد فرضها على آدابها * بدوا وختما تكمل القرب بها
____________________
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) (1) و «فيها يناجي العبد ربه» تعالى، ويكلمه بلا واسطة أحد، وبها يحوز فخر التخاطب مع ملك الملوك جل وعلا «و» إن «من» تشرف بالتخاطب القلبي معه تعالى و «ناجاه» بخضوع الجوارح وخشوع الجوانح «يصفو من شوائب الدرن» أي: يخلص من أدناس المعاصي وأقذار الخطايا وأوساخ السيئات.
«فأدها» أي بني لكونها «عبادة» مقربة «لا» باعتبار كونها «عادة» كسائر الأمور العادية، وإلا لم تكن مؤثرة. «وكن كأن» تشاهده تعالى و «تراه في» حين «العبادة» متذللا بين يديه.
«ولج» وابذل الجهد «في» تحصيل ما يوجب «قبولها» من الشرائط والأسباب، «فمن قبل» منه «قربانه» الموجب لقربه من ربه «يقبل منه» سائر «ما عمل» من الطاعات، ففي الحديث: " إنها عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها، وإن ردت رد ما سواها " (2).
ولذلك قال السيد بحر العلوم (قدس سره) في منظومته في شأنها:
إن قبلت فغيرها بها قبل * وإن ترد رد كل ما عمل (3) «وأد فرضها على آدابها» بمراعاة مسنوناتها وإتيان مستحباتها «بدوا» من الأذان والإقامة والتكبيرات المندوبة في أولها، مقرونة بأدعيتها «وختما»

(١) العنكبوت: ٤٥.
(٢) من لا يحضره الفقيه ١: ١٣٤ / ٦٢٦، الوسائل ٤: ٣٤ أبواب أعداد الفرائض باب 8 ح 10.
(3) الدرة النجفية: 81.
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»
الفهرست