نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ٢ - الصفحة ٢٦٤
والليل والنهار يشهدان * وكلها في بقعة الإمكان وصدق الصادق فيها أجمعا * وللشكوك لا تكن متبعا وإن أتتك شبهة من حلها * عجزت فاطلب حلها من أهلها
____________________
منها «يشهد» بما صدر منه من الطاعة أو المعصية أو غيرهما، كما قال تعالى: ﴿حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون﴾ (١) ﴿اليوم نختم على أفواهم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون﴾ (٢).
وقد تظافرت أيضا أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) بذلك وبأمور أخر من وقائع يوم القيامة.
«و» منها أن «الليل والنهار» أيضا «يشهدان» بذلك، وكذا البقاع والأمكنة «و» أن «كلها في بقعة الإمكان» كما عرفت، فلا تشك في شيء منها، ولا يجوز لك التردد في صحتها، فضلا عن إنكارها وتكذيب الصادقين المصدقين المخبرين عنها، ونعوذ بالله من ذلك.
«وصدق» النبي «الصادق» (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلفاءه (عليهم السلام) «فيها» وفي نظائرها مما ثبت عنهم بطرق وثيقة، واخضع لأحاديثهم وأقوالهم «أجمعا» من غير تأمل فيها ولا تأويل لها «وللشكوك لا تكن متبعا» فتكون ممن قال فيهم أمير المؤمنين (عليه السلام):
" أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح " (٣) الحديث.
أو تصير ضالا جاحدا وتحسب نفسك حينئذ عاقلا راشدا وهاديا مهديا، وبذلك تكون أخسر الناس أعمالا كما قال تعالى: ﴿قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا﴾ (4).
«وإن أتتك شبهة» من جاحد قال، أو منافق ضال، أو شاك مرتاب، ولم تتمكن «من حلها» و «عجزت» عن نقضها: «فاطلب حلها» أو نقضها «من»

(١) فصلت: ٢٠.
(٢) يس: ٦٥.
(٣) نهج البلاغة (صبحي الصالح): ٤٩٦ ومن حكمه (عليه السلام) ١٤٧.
(٤) الكهف: ١٠٣ - 104.
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»
الفهرست