ولم يدع أحد ممن عداه هذه المرتبة.
الرابع - إنه قال " لقد اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة "، وذلك يدل على اختصاصه بعلوم ليس في قوة غيره من الصحابة الوصول إليها.
الخامس - أنه قال " لو كسرت لي الوسادة ثم جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والله ما من آية نزلت في بر أو بحر أو سهل أو جبل ولا سماء ولا أرض ولا ليل ولا نهار إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وفي أي شئ نزلت ".
ولئن قلت: التوراة منسوخة فكيف يجوز الحكم بها.
قلت: المراد أنه متمكن من تفصيل أحكامها كما أنزلت وبيانها لمن له العمل بها من أهلها بعد أداء حق الجزية.
السادس - ما اشتهر وتواتر من رجوع أكابر الصحابة إليه في كثير من الأحكام كرجوع عمر في قصة المجهضة وقصة المرأة التي ولدت لستة أشهر فأمر عمر برجمها والتي أقرت بالزنا وهي حامل فأمر برجمها، وقول عمر بعد رده عليه السلام له وبيان ما أشكل عليه " لولا علي لهلك عمر " وقوله " لا عشت لمشكلة لا تكون لها يا أبا الحسن "، فإن كل ذلك يدل على كمال علمه ومزيده فيه على غيره.
السابع - إن أعظم العلوم وأهمها أصول الدين، وقد ورد في خطبه عليه السلام من أسرار التوحيد والعدل والقضاء والقدر والنبوة وأحوال المعاد ما لم يأت في كلام أحد من الأولياء وأكابر الحكماء، حتى إن جميع فرق العلماء من المتكلمين والفقهاء وعلماء الأخلاق والسياسات وعلماء التفسير والنحو والفصاحة